ما هو الطرح الاولي للعملة الرقمية ICO ؟

في عالم العُملات الرقميّة تتطلب العُملة عند بداية طرحها عرض أولي ICO لها؛ من أجل جذب المستثمرين وتحفيزهم على شراء العُملة الجديدة.

وجاء مفهوم ال ICO وهو اختصار لِـ (Initial Coin Offering)، أي أنه العرض الأولي لأي عملة رقميّةمثل عملة مونيرو وترون وستيلر وبيتكوين كاش وغيرها . فمع إنطلاق عالم تداول العُملات الرقميّة عند اكتشاف عُملة البتكوين عام 2009 م، كان لابد من وجود جهة أو منصة على نظام البلوكتشين تقوم بتنظيم العرض الأولي للعُملة.

في عام 2013 م قامت Omni Layer (والتي تعرف رسميًا باسم Mastercoin) بطرح فكرة (ICO) لتمويل العُملات الرقميّة، تقوم فكرة عمل (ICO) بأن شركة ناشئة معينة تبتكر عُملة رقميّة جديدة، ومن ثم توّد هذه الشركة بعمل حمله في مجتمع البلوكتشين تدعوا المستثمرين على شراء عُملتهم الرقميّة الجديدة.

فالهدف الرئيسي من هذه الحمله هو عمل دعاية ضخمه للعُملة والحصول على التمويل المالي من قبل المستثمرين لدعم المشروع، سواء كان ذلك من قبل المستثمرين أو المؤسسات الماليّة التي تعمل في مجال البورصة.

يقوم العاملين في نظام ICO بعمل دراسة شاملة للعُملة الرقميّة الناشئة؛ أو ما تسمى بال (White paper) لمساعدة الشركة على فهم خطاها في عالم البلوكتشين، وكم تحتاج من الأموال حتى تحصل على تمويل جيد للمشروع، وما هي التوقعات التي سوف تؤول إليها في النهاية.

كما تحوي الدراسة على إقتراح لعدد العُملات المشفرة التي يجب على الشركة إنتاجها، وكم عدد القطع من العُملة الرقميّة التي سوف تذهب للمستثمرين وكم عدد القطع التي يجب أن يبقى جزء منها للمؤسسين كإجراء إحتياطي. وأيضاً في نهاية الدراسة يوضح نظام ICO كم المدّة الزمنية التي سوف يشتغل عليها النظام لتحقيق هذه الأهداف، وينتهي عمل ال ICO بمجرد إنقضاء هذه المدّة الزمنية.

يعمل نظام ال ICO جميع هذه الخدمات مقابل شراء عُملته Token؛ سواء قامت الشركة الناشئة بشرائها بالعُملات الرقميّة المشفرة أو بالعُملات القانونية للدول مثل الدولار الأمريكي.

ولكن بالعادة ما يتم شراء عُملة ال Token بعُملة الإيثيروم (Ethereum)؛ وذلك لأن عملية الطرح التي تصنعها ال ICO تتم من خلال شبكة سلسلة الكتل الخاصة بالإيثيريوم (Ethereum blockchain).

تاريخ ال ICO

بدأ صدى نظام عمل ال ICO يشتهر في مجتمع البلوكتشين (عالم العُملات الرقميّة)؛ عندما قدمت منصة الإيثيريوم عام 2014 م على الإستعانه بنظام ICO لتمويل تطوير نظام الإيثيريوم. ومنذ ذلك الحين أقدمت العديد من الشركات بالمشي على خطى الإيثيروم. ومن هنا جمع نظام ICO مبالغ تقدّر ب 2.3 مليار دولار أمريكي.

العرض الأولي للعُملة والذي يسمى بِـ ICO بلغ أوج عَملُه خلال العام 2017 م، وهو عرض يساعد العديد من الشركات والمشاريع الحديثة الحصول على التمويل المالي اللازم لبدء المشروع.

آلية عمل العرض الأولي للمشروع ICO

سوف يتم تفصيل خطوات آلية العمل على شكل نقاط حتى يسهل على القارئ فهمها:

1. عندما ترغب شركة ناشئة يمتلك مبتكريها أو مؤسِسيها خبرة جيدة لبداية إنطلاق مشروعهم، تقوم هذه الشركة بإصدار شيفرة لعملتها الجديدة عن طريق استخدام عقد الإيثيريوم الذكي؛ حيث أن المنصة الذي تقوم عليها عُملة الإيثيريوم و البيتكوين مفتوحة المصدر ومتاحة للجميع.
2. الآن يجب على الشركة الناشئه القيام ببيع عُملتها الرقميّة الجديدة حتى تتمكن من تمويل المشروع الخاص بها، ويطلق اسم توكنز (Token) على هذه العُملة الجديدة. تحمل هذه العملة الجديدة نفس خصائص عُملة البيتكوين والإيثيروم في تكوينها.
3. حتى تتمكن الشركة من بيع هذه العُملة الجديدة يجب القيام بحملة دعائية كبيرة تحفز الجهات المستهدفة (المستثمرين والمؤسسات المالية)، من التعرف على العُملة وشرائها. عادةً ما تتم هذه العروض الأولية للعُملة على منصة الإيثيريوم؛ وذلك لأنها واحدة من أكبر الشركات الرائدة في مجال سلسلة الكتل أو ما يعرف “بالبلوكتشين”، وهي التكنولوجيا التي تقوم عليها العُملات الرقميّة، وهي المنصة المعنية في إجراء العروض الأولية للعُملات الرقميّة.
4. الشركة الرائدة في هذه المجال الذي يختص بالعرض الأولي للعُملة هي منصة ICO؛ العمل من خلال هذا البروتوكول يسهل على الشركة الناشئه نقل الأصول الرقميّة بين الأفراد والمستثمرين، ويتم ذلك بعقد ذكي يضم مجموعة من الشروط والمدّة الزمنية اللازمة لإنهاء العرض الأولي للعُملة.
5. إذا كانت ترغب الشركة الناشئه في تعدل الكود المشفر الخاص بالعُملة الجديدة؛ حتى تكون عملية التداول المالي بالعُملة أكثر أماناً، يمكنها إجراء هذا التعديل على منصة الإيثيريوم أو من خلال شركات مختصة في هذا الموضوع والتي تأخذ أجور رمزية مقابل هذا العمل.
6. الآن تقوم الشركات أو المستثمرين بشراء العُملة النقدية الجديدة والتي تطلع عليها ال ICO اسم توكنز (Token)، وذلك عن طريق استبدالها بعُملة البيتكوين أو الإيثير. ومن ثم تستخدم هذه القطع النقدية لتطوير العُملة وخدمة النظام المحوسب الذي يعمل على بناءها.
7. تأخذ شركة ICO عدد من القطع النقدية الرقميّة (البيتكوين أو الإيثير)، والتي يتم استبدالها مع التوكنز؛ وهو جزء من أتعاب الشركة حيث أنه عملية إقناع المستثمرين والمؤسسات المالية بالإستثمار في شراء عمله جديدة عملية صعبة جداً، ودفع المستثمرين بشراء العُملة بناء على التوقعات بالقيمة المستقبليّة لها هو الجزء الصعب بالموضوع. كما أن هناك عدد لا بأس به من الشركات الناشئه الجديدة إنتهى بها المطاف إلى الإفلاس لأنها لم تنجح في إقناع المستثمرين بشراء عملتها الجديدة.

على سبيل المثال بدأت شركة جديدة بالعمل ضمن المجال الرقمي للأفلام القصيرة المصورة؛ يتهافت إليها المهتمون بهذا المجال من أجل الحصول على هذه الأفلام مقابل أن يشتروا القطع النقدية الرقميّة الحديثة الخاصة بها، ومن هنا يتم تجميع العملاء من أجل تعزيز الخدمة وتمويل المشروع، ومن هنا تبدأ إنطلاق الشركة وبناء اسم لها.